قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
160135 مشاهدة print word pdf
line-top
العدول عن الأشهر القمرية إلى الأشهر الميلادية تقليد للنصرانية

...............................................................................


في هذه الأزمنة من آثار الاستعمار، ومن آثار أولئك النصارى على كثير من البلاد الإسلامية؛ زهدوا في معرفة الأشهر القمرية، وصاروا يؤرخون بالأشهر الإفرنجية التي ليس لها علامات ظاهرة. فتركوا الأشهر الظاهرة التي يشاهد دخول الشهر فيها وانتهاؤه، وعدلوا إلى تقليد النصارى في أشهر وهمية لا تعرف إلا بتدقيق الحساب؛ وبالنظر في حسابات يحسبونها. وسموها بأسماء لم ترد عند العرب؛ سموها يناير وفبراير إلى آخره... لا شك أن هذا زهد فيما جاء الشرع به.
الله تعالى أخبر بعدة أشهر السنة؛ فقال تعالى: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا يعني: أشهر السنة القمرية. اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ؛ بينها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ثلاثة متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان فهو يسمي الأشهر العربية. ولم ترد هذه الأشهر الإفرنجية في لغة العرب، ولا يعرفها العرب، ولم ترد في الإسلام، وليس لها ذكر في الإسلام.
فعدل هؤلاء الذين قلدوا النصارى ونحوهم، وتركوا الأشهر الإسلامية التي جعل الله تعالى علاماتها ظاهرة؛ بزوغ هلال القمر؛ ثم يعرفونه إذا هَلّ، ويعرفونه إذا انتصف، ويعرفونه إذا تناهى أو قرب من التناهي؛ رؤية عين. ويعرفون بمضي اثني عشر شهرا أنها قد مضت؛ مضت السنة وابتدأت سنة أخرى. فعدلوا عن هذا.
كذلك أيضا عدلوا عن التاريخ الذي يبين لهم هجرة النبي صلى الله عليه وسلم. فإنه صلى الله عليه وسلم هاجر من مكة إلى المدينة واحتفظ المسلمون بيوم هجرته وبسنة هجرته، وصاروا يؤرخون بها. وجاء هؤلاء الإفرنج وموّهوا على الناس، وقالوا: هذا التاريخ أقوى وهذا التاريخ أولى، فنزعوا إلى تاريخ لا يعرف، وسموه بالتاريخ الميلادي؛ مع أنه ليس حقيقيا.

line-bottom